الرئيسية / المكتبة الصحفية / الجوادي لبوابة الشرق : عودة مرسي طوق نجاة لكل الأطراف

الجوادي لبوابة الشرق : عودة مرسي طوق نجاة لكل الأطراف

profGwady


دعوات "الاصطفاف " قد تبدو بريئة لكنها في حقيقتها دعوات صهيونية
شروط "الاصطفاف" مستحيلة كونه يضع في الإنفاذ الشروط الكفيلة بعدم الإنفاذ
ما دام هناك صندوق انتخاب فلا محل لدعوات "لا عسكر لا إخوان" من الإعراب
السيسي انتهى تماماً بعد واقعة الحرس الجمهوري والغرب أراد أن يبقيه ليتسلوا به
النظام المصري ليس له صديق أو صاحب ولا يقرأ التاريخ بشكل جيد
كل التحليلات تؤكد أن السيسي يقف شخصياً خلف حادثة الطائرة الروسية
الإخوان ليست أشخاصاً بل هي فكرة وما يحدث الآن ظاهرة صحية جداً
الغرب يعامل السيسي كضابط تأمين وليس كرئيس للجمهورية
الجيش ليست له قواعد في الـ 26 محافظة كما هي جماعة الإخوان المسلمين
زيارة البابا للقدس بداية لجعل عضوية الثقافة المصرية مستمدة من الإسرائيلية

*    *    *


اعتبر الدكتور محمد الجوادي المفكر المصري عودة الرئيس مرسي للحكم "طوق نجاة" لكل الأطراف بمن فيهم قادة الانقلاب، وأن استبدال السيسي بشخص آخر سيخلق مشاكل أكبر بكثير من الموجودة حاليا.
كما اعتبر أن دعوات "الاصطفاف " قد تبدو بريئة لكنها في حقيقتها دعوات صهيونية وأن شروط تحقيقه مستحيلة كونه يضع في الإنفاذ الشروط الكفيلة بعدم الإنفاذ.
واتهم الجوادي السيسي بالوقوف خلف عملية تفجير الطائرة الروسية في الأجواء المصرية، موضحاً أن كل التقارير والتحليلات تؤكد صحة هذا الكلام.
وأشاد الجوادي بدور جماعة الإخوان، معتبراً أن ما يحدث الآن داخلها ظاهرة صحية جداً لأن الإخوان ليست أشخاصا وإنما هي فكرة.
وعن زيارة البابا تواضروس للقدس قال الجوادي: الزيارة جاءت في سياق جعل عضوية الثقافة المصرية مستمدة من الإسرائيلية، وإن سفر البابا على متن الطائرة الخاصة بالسفير الإسرائيلي كشف للجميع أنها لم تكن من أجل تقديم واجب العزاء.

وإلى نص الحوار…

  • في ظل الأزمات التي تمر بها مصر يطرح بين الحين والآخر استبدال السيسي بشخص آخر من داخل المؤسسة العسكرية أو من خارجها يحل محله.. كيف تنظر لهذا الأمر إذا ما تم وهل هذا سُيخرج مصر من أزمتها؟

أي حديث عن شخص آخر يحل محل السيسي، سيكون إطالة لعمر رأس النظام الحالي، لأنه بالطبع ستدور حوله الخلافات، وستقف ضده مجموعة أحمد شفيق ومجموعة مبارك ومجموعة أحمد عز وكذلك المجموعات المستفيدة من الوضع الحالي والتي تريد إبقاء الوضع على ما هو عليه، وخاصة تلك التي دفعت أموالا وتريد أن تجني من خلال هذا النظام أرباحاً مقابل مساندتها له.
وبالتالي سينتقل النقاش من لا لـ"س" إلى لا لـ"س — ع " وسيزداد العداء للنظام تدريجيا من 20 % حاليا إلى 40 %، لأن الناس أعداء ما جهلوا، وأعداء الجديد، كما أنني أعتقد أن هذا الأمر لو تم فهو محاولة لـ "لبننة" الوضع المصري وبدلا من أن يكون هناك جناحان في الدولة، ينتقل الأمر إلى نظام شكلي يطول فيه الصراع.

  • قبل أيام من ذكرى ثورة يناير.. برأيك هل المشهد يتشابه مع ما قبل يناير 2011؟

المشهد متشابه كثيراً بالفعل لكن مع غياب جبهة تقود أو كيان سياسي موجود، رغم أن النظام يسعى بكل جهد لعمل اصطفاف كي يفعلوا به كما فعلوا مع جبهة الإنقاذ.
دعوات الاصطفاف

  • كثر الحديث في هذه الآونة الاخيرة عن موضوع الاصطفاف بدعوى أنه الطريق الوحيد لكسر الانقلاب.. ما هي وجهة نظرك في هذا الأمر؟

دعوات الاصطفاف قد تبدو بريئة لكنها في حقيقتها دعوات صهيونية، بمعنى أن من يريد هذا الأمر يضع شروطاً صعبة التحقيق كونه يضع في الإنفاذ الشروط الكفيلة بعدم الإنفاذ وأنا أشبه "الاصطفاف" بحد الزنا في الإسلام، والذي لا يمكن أن تتوافر فيه كل شروطه.
وأعتقد أن الرئيس مرسي هو أفضل الشخصيات التي يجب أن نصطف خلفها، لأنه الرئيس الشرعي وعودته "طوق نجاة" للجميع، وهو ما سيسهل على الانقلابيين الكثير، وأنا من رأيي أن أكثر المستفيدين من عودة مرسي هو السيسي والمجلس العسكري، لأنه شخص واحد يمثل الثورة وتستطيع أن تتفاوض معه وتناقشه وتصل معه إلى نتيجة، كما يمكن أن يعود الانقلابيون للعمل معه مرة أخرى.
وأنا أقول للداعين للاصطفاف: إذا أردتم اصطفافا مؤثرا فاجعلوا المشايخ محمد حسان وبرهامي ويونس مخيون وعبد المنعم أبو الفتوح والعوا يقفون في الصف الأول مع حمدين والسيد البدوي وجورج إسحق والبرادعي وأبو العلا ماضي!!!
هذا هو الاصطفاف الذي يجعل أوباما يوقف كل الأسلحة فلا توجه إلى صدر مصر!! ولا حتى في الهواء.

  • هناك دعوات أيضا بإقصاء العسكر والإخوان عن الحكم تحت شعار "لا عسكر لا إخوان".. ما رأيك في هذا الطرح؟

ما دام هناك "صندوق انتخاب" فهذه دعوات لا محل لها من الإعراب، وهي دعوات خبيثة في ثوب خبيث، فالصندوق هو الذي يختار ولسنا نحن، ومن يفرزه الصندوق علينا أن نقبله طالما هو خيار الشعب، سواء كان عسكريا أم إخوانيا أم غير ذلك.

  • ولكن إذا افترضنا أن هناك توافقا على خلافة شخص محايد للسيسي فمن تراه أنسب بوجهة نظرك؟

إذا ما قرروا ذلك فمن الأنسب أن يكون أحد رؤساء الأركان السابقين الموجودين على قيد الحياة، سواء كان حمدي وهيبة أو سامي عنان أو مجدي حتاتة والأخير أعتقد أنه الأنسب لأن بينه وبين المشير خصومة، وإذا ما تولى منصب الرئيس فسيفضحهم جميعاً، أما سامي عنان فلديه خصومة مع الطرفين، السيسي والذي يعتبره حل محله ورفض ترشحه للرئاسة، ومرسي الذي أقاله من منصبه أيضا.


شخصية السيسي

  • بعد مرور أكثر من عامين على الانقلاب العسكري..كيف تقيم شخصية عبدالفتاح السيسي وهل هو بالفعل الشخص المناسب لحكم البلاد؟

السيسي انتهى يوم 14/7/2013 " عندما قام بواقعة الحرس الجمهوري، لأنه عندما شاهد الحشود المجتمعة في رابعة والنهضة قال في نفسه إنهم سيفعلون بي كما فعلوا بمبارك، فقرر سرعة الانتقام والضرب في المليان، وبالتالي هذه الواقعة أنهت أي أمل في أن يكون السيسي مفاوضا أو سياسيا، والغرب فهم هذا الأمر بسرعة، وقرر أن يستغله ويتسلى به بدلا من التخلص منه، وهو ما يتضح الآن حيث يجعلونه مجرد ضابط تأمين ضد شعب وليس كرئيس جمهورية، لذلك تجده في كل خطاباته يقدم نفسه على أنه يحمي الشعب وليس كسياسي يقدم أفكارا.
وهو أثناء حكم الإخوان كان يسعى لتوسيع الفجوة بين الإخوان ورسم سيناريو أنه سيكون في صف خيرت الشاطر ضد مرسي، فتجده عندما يقابل خيرت يقول له البلد محتاجة شخص"قوي" وعندما يقابل مرسي يقول له أنت راجل طيب ومخلص.

  • بعض التقارير والتحليلات تتحدث عن وجود اختلافات داخل النظام المصري وخاصة مؤسسة الجيش.. فهل هذا صحيح؟

أعتقد لا.. فمصر الآن لا يعرف من يحكمها وهي في تقديري تعمل بالحبل الشوكي وهذا واضح في عدم التوجه، وقد كانت هناك فرص كثيرة يمكن لمصر أن تقتطفها وتختار المجد بدلا من الانتحار، كأن تدخل في الصراعات العربية الموجودة حاليا مثل اليمن وسوريا بعزيمة وليس على طريقة "مقاول الأنفار ".


انفجار الطائرة الروسية

  • برأيك من الذي يقف خلف حادثة انفجار الطائرة الروسية؟

كل التحليلات تؤكد أن السيسي شخصيا يقف خلف هذه الحادثة، لأنه كان يريد أن يفجرها فوق الأراضي التركية، لكي تتهم أنقرة بإسقاطها، وأنا شخصيا قمت بعمل استجوابات واستشرت خبراء طيران، وكانت النتيجة أن هذه الحادثة لا يمكن أن تحدث إلا بتخطيط النظام.
وهو فعل ذلك من أجل إحداث وقيعة بين تركيا وروسيا، ومن أجل إسقاط أردوغان، وخاصة أن الحادثة كانت قبل الانتخابات التركية، لكن الله خيب آمالهم وكانت هذه الحادثة بداية سقوط السيسي في أعين الغرب.

  • ولماذا سقط في أعين الغرب ثم لماذا انفض الداعمون للنظام المصري عنه؟

لأسباب كثيرة لكن أهمها بالطبع ظهور تنظيم داعش، حيث إنهم أجروا دراسات واستطلاعات "غير معلنة" ووجدوا أن هناك نسبة كبيرة من المصريين قد انضموا إلى "داعش" ليس هذا فحسب بل إن قادة "داعش" الآن من الجيش المصري وهناك أيضا من أبناء الإخوان المسلمين السلميين، وبالتالي هم توقعوا أن يكون "داعش" في الأيام المقبلة تنظيما مصريا — أوروبيا بنسبة 40 % من المصريين و35 % من الأوروبيين والباقي من جنسيات أخرى.
كما أن الغرب لا ينسى أن المخطط والمنفذ لأحداث 11 سبتمبر مصري، وقد أقدم على ذلك بسبب سياسات النظام المصري وخاصة في عهد وزير الداخلية الأسبق "زكي بدر" الذي جعل من الشخص السياسي مجرما، وهو ما يفعله الآن النظام المصري عندما حول كل سياسي إلى مجرم، وبالتالى فإن الغرب ينظر لطريقة حكم السيسي على أنها أكبر مولد ومنتج للعنف والإرهاب.

  • كيف تنظر لقضية سد النهضة وهل بالفعل النظام المصري متواطئ مع إثيوبيا في هذا الأمر؟

برأيي لو أننا كنا جادين في جعل إثيوبيا تصرف النظر عن بناء السد لكنا أحضرناهم إلى مصر وأطلعناهم على الكوارث التي نتجت عن بناء السد العالي، والمشاكل التي لحقت بمصر بعده، وساعتها سيقتنعون بعدم جدوى بناء السد.
وربما لا أحد يعرف أن إثيوبيا تفكر في بناء السد منذ الستينيات، بعد أن شاهدت كم الدعاية التي أطلقها عبدالناصر والاحتفاء بالسد العالي، فقررت القيام ببناء سد مماثل، لكنها لا تعرف أن السد جلب على مصر الكثير من الأمراض، وخلف وما زال آثارا مدمرة، لكن لا أحد يستطيع أن يتكلم أو يُوضح للإثيوبيين ذلك.

  • طالما تكلمنا عن سد النهضة فيجب أن نتكلم عن الخلافات السودانية المصرية في هذا التوقيت؟

هذه خلافات طبيعية لأن النظام المصري ليس له صديق أو صاحب، ولا يقرأ التاريخ بشكل جيد.
وهذا ما جعل السياسة المصرية الآن في أردأ حالاتها لأنها لا تهتم بالأصدقاء والحلفاء ولا تعتني بهم، وتقلصت العلاقات المصرية — العربية بشكل كبير، بعدما كانت مصر في وقت سابق هي الملجأ والملاذ لكل من يريد أن يحل الصراعات والخلافات.
خلاف الإخوان

  • هل تعتبر الخلافات التي ظهرت في جماعة الإخوان المسلمين ظاهرة صحية كما يقول البعض أم مرضية تنذر بعواقب وخيمة خاصة أنها ظهرت قبل أيام من ذكرى ثورة يناير؟

هي ظاهرة أكثر من صحية، ومفيدة جداً للإخوان، لأن معلومات الناس عن جماعة الإخوان من الإعلام فقط، وفي تقديري الإخوان ليست أشخاصا بل هي فكرة، والنظام من مصلحته عودة الإخوان إلى السلطة لأن بها الآلية المناسبة لتحقيق الاستقرار. وقد جرب النظام بعد الانقلاب جميع الكيانات والكتل والأحزاب سواء كانت جبهة الإنقاذ أو الكنيسة أو حزب النور، وثبت له باليقن أنهم فاشلون في تحقيق أي إنجاز حقيقي على الأرض كما فعلت الإخوان.

  • لكن الجيش لا يفضل أن يكون له منافس في الساحة المصرية ويعتبر نفسه الأنسب لحكم مصر وله شعبية مطلقة؟

الجيش ليست له قواعد في الـ26 محافظة كما هي جماعة الإخوان المسلمين، وليست له هياكل وكوادر يستطيع من خلالها رؤية الأوضاع الحقيقية في كل أنحاء الدولة كما للإخوان.

  • صدر منذ أيام التقرير البريطاني الخاص بتقييم جماعة الإخوان المسلمين.. كيف قرأت التقرير؟

أعتقد أن هذا التقرير أنصف الإخوان، فلولا أن للشرعية شعبية هادرة وقاهرة ولولا أن للإخوان قوة ظاهرة وقادرة، ما صدر تقرير كاميرون بهذا التوازن والتوسط والتأرجح والتمرجح والتعزز والتمزمز!!
فلو كنت أنا نفسي مكان كاميرون ما استطعت الحصول من اللجنة (المفصلة تفصيلا) على إنصاف للإخوان بهذه العبارات الحاسمة في نفي الإرهاب عنهم رغم ضغوط وإجراءات وشراسة فريق الـ ١٣ المكون من دول متعددة عربية وغربية وإقليمية.


زيارة البابا للقدس

  • أخيراً ما رأيك في زيارة البابا تواضروس للقدس وهل هي بداية لتطبيع الكنيسة مع الكيان الصهيوني كما حدث في لبنان من قبل؟

زيارة تواضروس أتت في سياق دعوات لجعل عضوية الثقافة المصرية مستمدة من الثقافة الإسرائيلية، ولكي تكون الأفكار المطروحة على الساحة المصرية مستمدة من الأفكار الإسرائيلية، كما حدث مؤخرا عندما أطلق يوسف زيدان تصريحاته بأن المسجد الأقصى ليس من مقدسات المسلمين، وهو يحاول بذلك أن يفرض الثقافة والأفكار الإسرائيلية على المجتمع المصري.
أما عن تطبيع الكنيسة مع إسرائيل ففي تقديري التطبيع موجود من قبل، وليست الزيارة هي البداية، وأن ما فعله تواضروس مؤخراً محاولة منه لإيجاد سلطة ونفوذ له في القدس، وبين المسيحيين هناك، لكن أعتقد أن استمرار تواضروس في هذه السياسة سيجعل الكنيسة الفلسطينية تبتعد نهائياً عن مصر وربما يحدث انفصال بينهما.

  • لكن الكنيسة المصرية قالت إن الزيارة جاءت فقط من أجل تقديم واجب العزاء في الأنبا إبراهام؟

هذه هي الحجة، لكن لو افترضنا صحة هذا الادعاء فلماذا ذهب على الطائرة الخاصة بالسفير الإسرائيلي ولم يذهب على طائرته الخاصة؟ وهو ما جعل أبناء الكنيسة أنفسهم يتهمون البابا بالخيانة والتطبيع مع إسرائيل، مقارنة بالطبع بزيارة هشام قنديل لغزة أثناء العدوان في عام 2012 فقد حصل قنديل على تقدير قطاع كبير من الشارع المصري واعتبرت الزيارة تاريخية بكل المقاييس وبطولة من قنديل.

 

أجرى الحوار – عبدالحميد قطب

تم النشر نقلا عن : بوابة الشرق

 

 

 

 

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com