التفاصيل : مناجاة طويلة لو احببتم فاقرأوها بتمعن : تعودت الانصاف مع أكثر من أخالفه في منتصف اكتوبر ١٩٧٣ وبعيدا عن اي تقييم لما حدث في ٦ اكتوبر كانت هناك فرصة ذهبية لهيكل ان يخطو الى مجد عالمي مع السادات وان يحظى بمكانة دولية في عالم الفكر تجعله يتفوق على كسينجر نفسه .. لكن هيكل بمقومات سيئة تربى عليها آثر أن يكون اختياره مؤديا به لأن يكون ابا جهل بدلا من ان يكون الفاروق عمر . " من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا" . حقد هيكل على الاسلام ( وعلى الاسلام بالذات والاسلام وحده وصيحة الله اكبر التي لا تزال تهز الامريكيين من اعماقهم هزا ) دفعه لأن يقف بسرعة وخبث عميق ضد انتصار الاسلام (وان يحارب ضد وطنه بدءا من ٢٠ اكتوبر لأنه احس ان الانتصار انتصار للاسلام ) وكان في هذا السلوك المفاجئ معبرا بنمطية شديدة عن مواقف العميل والحقود والحسود والمغرض
والمزور والمزيف والمضلل، و سرعان ما وجد هيكل نفسه يسير بسعادة توافقية في هذا الطريق الاجباري خطوات شاسعة ومدفوعة باعدت بينه وبين الحق والحقيقة والمجد والصدق و الاحترام . منذ نهاية السبعينيات وانا اعبر عن هذا الذي امنت به في كل كتاباتي ومداخلاتي و دفعت ثمنا باهظا باهظا باهظا لا يتصوره عقل ولا منطق وهو ثمن لا يتحمله الا انسان مؤمن بربه ودينه واثق من علمه ومن استحقاقه . لكني لاحظت ان الله سبحانه وتعالى يعاقب هيكل بأن يمد في عمره ، وبأن يمد ايضا في عمر كسينجر وبينما ترتفع قيمة اكاذيب كسينجر بالوهم او بالحق يتوالى السقوط المريع لهيكل واسمه فأتذكر أن أحد حواريي هيكل المقربين جدا منه نقل له في ١٩٨٠ ما اقتنع به ذلك الحواري من قولى انه كان من الممكن لهيكل ان يكون أفضل واهم من كسينجر لو أنه صدق مع نفسه ودينه وارتدى ثوبه ولم ينهزم من داخله ، فما كان من هيكل بسيجاره الا أن سرح بخاطره دون ان يعلق تعليقا مباشرا ثم نام فأضله الشيطان الذي تعاقد معه على دور فاوست واتخذ موقف المدافع ( بدلا من ان ينتصح بنصيحة ثمينة لا تأتي الا مرة واحدة في العمر وربما نطق بها طفل او أميّ ) فحاول ان يبرر سلوكه في ٦ سنوات سابقة بنظريات جعلته يواصل الخطأ ٣٥ عاما أخرى مصورا نفسه بلا مبالغة كسارق الخزن الحديدية الذي يبرر سرقاته المسلحة بانه طفشجي !! أي صانع للمفاتيح المزيفة . وهو يستعذب كلمة جورنالجي للتعبير عن المعنى الذى حصر نفسه فيه : طفشجي.
|