الرئيسية / المكتبة الصحفية / الزوج الديكتاتور المغيب لدور المرأة خطر يهدد الكيان الأسري

الزوج الديكتاتور المغيب لدور المرأة خطر يهدد الكيان الأسري

 

تحقيق : محمد الدسوقي محمد

تاريخ النشر : ( أكتوبر – نوفمبر) 2008

مجلة : الرابطة ( العدد 509 )

 

هل تصدق أن سلوكيات الزوج “الديكتاتور” تمثل خطرا على صحة الأسرة؟ وأن تفرده بالقرار يهدد دور الأسرة بالتراجع ،ويحرم الأجيال الجديدة من حقوق كثيرة؟

وهل تصدق أن هذا الخطر يتجاوز تهديد الصحة النفسية لأفراد الأسرة،خاصة الزوجة،إلى الإصابة بالأمراض الجسدية،نتيجة الانفعال،والتوتر،والإحباط،والإحساس بالتهميش

هذه حقيقة مهمة يؤكدها علماء الطب والصحة النفسية والاجتماع والدين….ويحذرون من تنامي تلك الظاهرة التي تؤثر سلبا على الأجيال الجديدة،وتفقدهم حقوقهم  في الرعاية،والقدوة القادرة على المشاركة في  توجيه مسيرة الأسرة،ومن ثم الإسهام في تنمية المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

العلماء يشددون على أن الأسرة هي المؤسسة الأولى للتدريب على “الشورى” وحرية الرأي،واحترام الآخر،لكن ديكتاتورية الزوج تقضي على ذلك كله.

حقيقة أخرى مهمة يبرزها العلماء بتأكيد أن المسؤولية الأسرية تقوم على “المشاركة” وأن “قوامة الزوج” تعني المزيد من الرعاية،وليست بأي حال استبدادا بالقرار،أو إلغاء للزوجة،وتهميشا لدورها.

في التحقيق التالي نتعرف على المزيد من مخاطر “ديكتاتورية الزوج”….وسبل علاجها.

بداية…. يجزم الدكتور محمد الجوادي أستاذ القلب بالجامعات المصرية بأن “إنفراد” الرجل،أو استبداده بالرأي أو القرار يمثل خطرا حقيقيا على صحة الأسرة،وفي مقدمتها الزوجة،ويهددها بالإصابة بالعديد من الأمراض،ذلك أنها تشعر بنوع من الإحباط  يجعل مشاركتها “غائبة” دائما عن شؤون الأسرة.

ويحذر من أن تغييب الزوجة عن تلك المشاركة يصيبها بالسلبية، فتصبح غير قادرة على حسم  كثير من القضايا،الأمر الذي ينسحب سلبا إلى نظرة الأبناء إليها،حيث يعتبرونها مع الأسف مجرد “كم مهمل” فيما يتعلق بالقرارات الأسرية.

ويضيف أنه من اخطر ما يكرس السلبية لدى إحساسها بأن إرادتها وعقلها وخبراتها في الحياة أمور لا حاجة للأسرة إليها مع استبداد الرجل وتفرده بالقرار داخل الأسرة،وعندئذ تبدأ مداركها العقلية في التعطل،وهو ما يقود بالطبيعة إلى تعطل المدارك الفسيولوجية،لأن العضو الذي لا يستعمل يضمر.

ويقول الدكتور الجوادي :

لا يخفى أن عقلية الإنسان غير المطالب بقرار تضعف تلقائيا حتى يصل الأمر به إلى درجة من درجات “التخلف العقلي” أو “الخرف المبكر” مهما كانت ثقافته قبل ذلك.

وقد شاهدت بنفسي بعض هذه الحالات في بعض أصحاب “الشهادات العليا” الذين تم تكليفهم بوظائف بسيطة،وظل بعضهم فيها مدة تجاوزت عشرين عاما متصلة….وكانت النتيجة أنهم أصبحوا غير قادرين على حسم أمور صغيرة….وهذا نموذج لما يحدث للزوجة التي يهمشها زوجها “المسيطر”.

ويشدد على أن هناك حاجة ملحة إلى التوعية بأهمية دور الزوجة،وأن هذا الدور محوري وأساسي في حياة الأسرة كلها،ولا غنى عنه لضمان حياة سوية وسعيدة للجميع.

للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com