بقلم : محمد العزبى
تاريخ النشر : 9 فبراير 2003
جريدة : الجمهورية
بيني وبين الدكتور "الجوادي" صلات ود قديمة ولكن عن بعد فلم يحدث ان التقينا رغم كثرة أصدقائنا المشتركين…كنت ومازلت أتابع الكتب التي يصدرها تباعا بإعجاب، وأقرأ ما أشتريه منها باستمتاع، ثم احتفظ بها في المكتبة أو أن يستعيرها صديق لا يردها…يزيد من اعجابي ،وربما دهشتي أنه استاذ في أمراض القلب له أبحاث ومرضى وطلبة…وفي نفس الوقت يقدم ذلك الإنتاج الغزير في الأدب والفكر…ع ادة ما يتخلى الإنسان عن أحد الصفتين مثلما شهدنا في حالات أطباء نبغوا في الكتابة فأهملوا الطب…ولا أكاد أذكر سوى الدكتور "كامل حسين".
أول أن أنشأ وحد لجراحة العظام في كلية طب قصر العيني …بينما أصدر الكثير من الكتب في الفلسفة والتاريخ والأدب أهلته لعضوية مجمع اللغة العربية وللحصول على جائزة الدولة التقديرية في الأدب قبل حصوله عليها في العلوم الطبية بعشر سنوات…ولعل الدكتور "محمد الجوادي" يسير على نفس الطريق ،فقد أصبح هذا العام عضوا "شابا نسبيا" بمجمع اللغة العربية " الخالدين" وذلك تقديرا لما أصدره من كتب في مختلف فروع الأدب…وهو يعرف العلاقة الخاصة التي تربط اسمه باسم الدكتور " كامل حسين " فكان أول كتبه في سلسلة التراجم التي أصدرها…وبينما للدكتور " الجوادي " عشرات الكتب فليس له سوى كتابين اثنين في أمراض القلب ولن ينخدع القارئ بكتابه "أوراق القلب" لأن المؤلف ينبهه من أول كلمة الى أنها رسائل وجدانية …وإذا كان آخر كتبه " كيف أصبحوا وزراء؟" ، فقد سبقه دراسات آخرى عن تشكيلات ومسئوليات وترتيب رؤساء الوزارات ونوابهم منذ بداية ثورة يوليو…وعن المحافظين وقوائهم الكاملة…ودراسة تشريحية تاريخية نقدية لمذكرات وزراء الثورة لمذكرات الضباط الأحرار، ومذكرات رجال الدبلوماسية المصرية –وقادة العسكرية-…وقادة المخابرات و المباحث…و مذكرات الصحفيين…ومحاكمة ثورة يوليو من واقع مذكرات رجال القانون و القضاء…كلها تقدم معلومات تسجيلية وتحليلات سياسية تلفت الأنظار لما قد يخفى عند قراءتها، إذ جاء وضع مختلف الشهادات في كتاب واحد يكشف التناقضات ويصل الى الحقيقة ، عملا يستحق التقدير ليس فقط لما بذل فيه من جهد وإنما لما وراءه من فكر… هذا ويقدم الدكتور " محمد الجوادي" تنويعات متعددة من الدراسات النقدية السياسية الى فن التراجم وأدب الرحلات…ومن بين كتبه الأخيرة "المسلمون والأمريكان في عصر جديد"…استخدم لغلافه لوحة كاريكاتيرية للفنان الفلسطيني " ناجي العلي"
كثرت بنات أفكار الدكتور " الجوادي" التي يحرص على أن ترى النور في كتب يستفيد بها القراء…ويعجبون.