أحب الدكتور محمد الجوادي .. مثلكم تماما .. تشرفت بلقائه – قدرا – عقب صلاة الجمعة خلال زيارتي للدوحة مؤخرا . في داخل جامع محمد بن عبد الوهاب لفت انتباهي التفاف المصلين حول رجل ظننته الشيخ رائد صلاح الذي كان خطيبا لجمعة ذلك اليوم, ولكن مرافقي أشار إلى تجمع آخر حول الشيخ رائد وأخبرني بأن الجمع حول الدكتور محمد الجوادي.
هكذا تجمع الناس حوله بصورة مذهلة ولم يتمكن من الخروج إلا بعد أكثر من ساعة من الحديث معهم وإجابتهم على أسئلتهم بلغته البسيطة السهلة المليئة بالتواضع والتي لا يمل الناس منها. وكلما قام بعض معارفه باستئذان فريق من الناس لتركه يتحرك جاءت فرق أخرى والتفت حوله وهو لا يتأبي ولا يتضجر بل إن ابتسامته لم تفارق وجهه رغم آلام المرض.
وجدته يتحرك بصعوبة ولكن بثبات ويبتسم بثقة ورضا بقدر الله رغم شدة المرض. كلماته الهادئة في معظم الأحيان تنفذ إلى القلب والعقل معا لأنها ليست كأي كلمات تنطلق في الهواء ولكنها كلمات "مخدومة", فهي مشبعة بعلم موسوعي وتحليل عميق وثقة متواضعة وسرعة بديهة لافتة.
أقبلت عليه للسلام بعد أن خف الزحام حوله فإذا به يتحرك نحوي ويحتضني بصورة مفاجئة.
لم أكثر من الكلام معه سوى كلامات قليلة, فقد فضلت الاستمرار في الانصات إلى حديثه المتدفق الذي اتشوق دائما للاستماع إليه.
ذلك رجل لا أبالغ إن قلت إنه جامعة من العلم والتحليل والفكر والخلق الرفيع … ابن مدرسة المتفوقين؛ تلميذا وطالب الطب النابه ثم عالم الطب الذي فاضت عبقريته علي الفكر والثقافة والتاريخ فصار مؤرخا نادرا في تشريح الأحداث والمواقف التاريخية وقضايا الأمة ومستقبلها. والأهم أنه يحتفظ بخلق رفيع، ذلك الخلق الذي شح في عالم اليوم كثيرا.
صاحب الموقف الكبير المقاوم بالكلمة للانقلاب الدموي, فصلوه من الجامعة ضمن قائمة الشرف من علماء مصر ورجالها الأبرار ظنا منهم أن ذلك يثنيه عن موقفه ودوره التاريخي الذي يقوم به الآن فلم يزده ذلك إلا قوة في الموقف وثباتا على كلمة الحق التي قل الناطقون بها.
يتابعه المشاهدون يوميا – تقريبا – فيجدون في كلامه – وكلام زملائه المعارضين للانقلاب – دواءً من حالة غثيان جارفة يفجرها بلاطجة السياسة وشبيحة الإعلام الذين حفظوا عن ظهر قلب اسطوانة معطوبة لا يملكون ترديد غيرها عن الرئيس المنتخب وعام حكمه اليتيم.
سيذكر التاريخ أن محمد الجوادي ورفاقه وتلك الثلة القليلة من الثابتين علي طريق مقاومة الانقلاب الظالم هم بمثابة "كلمة الحق" التي يتم القذف بها على جبال الكذب والتضليل والنفاق فتدمغها وتهدمها علي رؤوس إعلام العار.
تاريخ النشر : ٢٠١٣/١١/١٧
شعبان عبد الرحمن : كاتب مصري، مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية
سيذكر التاريخ الأبطال : مرسى -البلتاجى -الجوادى -أسماء -حبيبة
رزق الله الجوادى حسن العمل وطول العمر والعافية فى بدنه
رزقت -بضم الراء-يا جوادى خطبة فى الأقصى ونورت القاهرة قريبا
آمين آمين آمييييييين