تاريخ النشر: ٢٠١١/٨/٧
أطلعتنا صحافتنا على أن أحد الوزاء الجدد المهمين فضل ألا يذهب إلى الوزارة إلا بعد أن ينتهي من الإجازة المطولة التي جمعت السبت والأحد مع الجمعة فضلا عن الخميس يوم حلف اليمين
وهكذا لم يبدأ سيادته ممارسة منصبه إلا يوم الإثنين على الرغم من اشتياقه له طوال 30 عاما.
وقد سأل أحد الخبثاء عن مدى التعارض بين الشوق الزائد وتأخير بدء العمل وكان رد المسئول الحكيم أن هذا تعارض ظاهر لكن الحقيقة أنه هو هو وأنه الشيئ نفسه فالوزير المشتاق يجب أن يعيش أيام المصيف وهو وزير ويا حبذا لو أن عاشها وهو غير مشغول البال وهو معني في المقام الأول باللقب لا بالعمل وبالأبهة لا بالمسئولية . وبالصورة لا بالإنجاز وهو يريد أن يعطي مساعديه رسالة بأن راحة البدن هي أولويته الأولى وأن سعادة البال هي أولويته الثانية وأن اعتدال المزاج هي أولويته الثالثة وأن هذا يتحقق بأساليب عدة من السيجار الفاخر إلى المشروب الأصلي إلى الثياب الغالية إلى الأسفار الممتعة.
سيظهر الوزير المشتاق قدرة كبيرة على الحكمة فسوف يقول الشيئ ونقيضه في الوقت نفسه وسوف يردف هذا وذاك بقوله, إن لكمل مقام مقالا,وأن لكل حالة حالا وبالطبع لكل زوجة زوجا ولكل سيدة سيدا كما أن لكل سيد سيدة, وسوف يجد الوزير الهمام من يتحدث عن عبقريته في تبسيط علوم صعبة و في تقريبها من المواطن العادي وسوف يجد أيضا من يتحدث عن تاريخه في المناصب الدولية وعن عبقريته في تبسيط علوم صعبة وفي تقريبها من المواطن العادي وسوف يجد أيضا من يتحدث عن تاريخه في المناصب الدولية وعن كفائته الفائقة التي لم تعد على وطنه بشيئ وإن عادت عليه هو بكل شيئ.
سيرى الناس وزيرا يجيد توزيع التصريحات ويجيد الاقتصاد فيها والموازنة بينها سيتحدثون عن الحكمة وعن النظام وسيظلون يتحدثون عن الحكمة وعن النظام حتى يدركهم الصباح وهم يتحدثون بينما وطنهم يندفع إلى ما يندفع إليه كل وطن ويكتفي مسئولوه بالحديث المنمق ويرونه بديلا عن العمل الدءوب.
سيرى المصريون لأول مرة وزيرا يعشق المجد بلا عمل ويعشق المال بلا كلل ويعشق الضوء بلا أمل.
لكن المشكلة أنه ليس واحدا فقط وإنما هم خمسة وزراء جدد زين الشيطان لعصام شرف أن يتزين بهم.
للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا
شوقني المقال لمعرفة الوزير، وبعد نقطة النهاية تبين لي أن الحكمة ﻻتخص صاحبك لوحده بل عددهم كثير في الحكومات العربية في هذا العصر.
ﻻ عجب درر السياسة لدكتور الجوادي!