تاريخ النشر: ٢٠١١/٨/١٥
في أحيان كثيرة ينشغل الجمهور بقضايا كبرى عن أن يفكر في قضايا صغرى قد تحل له مشكلته الكبرى.
لعل ما حدث في مسرح البالون في بداية موقعة الجمل الثانية ـ 28 يونيو ـ يمثل نمودجا واضحا لهذا المعنى ذلك أن أحدا لم يسأل نفسه حتى الآن لماذا يتم تكريم عشرة شهداء فقط؟ و لماذا يتم هذا في البالون مع ان هناك أماكن أكثر لياقة وأناقة وإستعدادا؟ ولماذا يتم هذا من خلال جمعية في عين شمس تبعد عن مسرح البالون بعشرين كيلومترا, و لا يربطها به رابط؟ و لماذا يتباطأ المسئولون عن البالون في النحقيق فيما حدث و في الإدلاء بحقيقة الأمر؟ولماذا تشغل هيئات وزارة الثقافة نفسها بما ليس من تخصصها و إنما هو من تخصص هيئاتها الشقيقات فترى كل هيئة منها حريصة على أن يكون لها برنامج نشر مع أن دورها لا يحتمل هذا, و نرى العيئة المسئولة عن النشر حريصة على عقد ندوات أسبوعية مع أن هذا دور غيرها من الهيئات و نرى هيئة ثالثة حريصة على علاقات خليجية و خارجية دائبة لرئيسها لأسباب يعرفها كل من يعرف أساليب الخيانة و الشرف و مظاهر الخيانة و الشرف.
إن أحدا لن يعنى بأن يسأل عن أسباب عقد هذا الحفل بالذات في قطاع معنى بالفنون الإستعراضيةو أي الرقص في تجلياته المختلفة.
و ليس سرا أن مسمى الفنون الإستعراضية صيغ ليكون بمثابة تعبير غير مباشر عن ” الرقص” و أن مسرح الفنون الإستعراضية في اللغات الأخرى يحمل اللفظ المقابل للفظ “المرقص ” بدون لف أو دوران.
و مع هذا فإن الأيادي الخفية صممت لعبتها المعقدة من خلال إعلان عن إحتفال بالشهداء و أسرهم المكلومة في المرقص, و لا لشيئ إلا لأن هذا المرقص الخاضع للفلول يتملك بابا على الشارع العمومي يمكن منه إتمام بقية المخطط الذي يشمل:الإقتحام و الدخول السريع و الإلتحام المباشر و التواصل مع قوى في الشارع و الإنتقال بالمسرح المضاد من المرقص إلى الميدان إلى الساحة الداخلية.
لن يشغل وزير أو غفير و لا مدير باله بالرد على هذه التساؤلات المشروعة, لأن أحدا من هؤلاء لا يريد أن يعترف بأنه هو نفسه يتمنى أن يعود إلى ما ينتمي إليه…أي الفلول.
للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا