الرئيسية / المكتبة الصحفية / قصة الإسلام : حوار مع د. محمد الجوادي

قصة الإسلام : حوار مع د. محمد الجوادي

logo

 

 

تاريخ النشر : 26 مايو 2013 

الدكتور محمد الجوادي أستاذ أمراض القلب والأديب والمؤرخ المصري والسياسي المحنك، جمعه العمل مع الرئيس الدكتور مرسي في جامعة الزقازيق وتوقع أن يكون رئيسا لمصر قبل إجراء الانتخابات، حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 2004م، وهو أيضا أصغر من حصل على جائزة الدولة التشجيعية في أدب التراجم سنة 1983م.

تحدث الجوادي عن الأوضاع الحالية بكل صراحة وموضوعية، وجّه خلال حواره العديد من الرسائل للرئيس والمعارضة، وأشاد بقرارات الرئيس والإعلانات الدستورية، وإليكم نص الحوار…

* في البداية كيف ترى المشهد السياسي الحالي في مصر؟
– رغم ما يحدث فأنا أرى أنه مشهد مبشر، ولكن هناك أزمة إعلامية، تشبه ما حدث في حرب أكتوبر عندما كان أحد الكتاب الصحفيين يبشر الشعب بالهزيمة، وبأن الجيش سيفنى إذا بدأت المعركة، وحذر الشعب من خطوط الألغام و"النابلم"، والمشهد يتكرر الآن بنفس الأسلوب متمثلا في التحذير من تردي الوضع الاقتصادي والأمني وحدوث ثورة الجياع، والسبب وراء هذا الكذب الضخم ما تركه النظام السابق من موروثات.

الخروج بسلام من تلك الفترة يحتاج لحكمة النظام الحالي، الإعلام يلعب على الإيقاع بين الإسلام والثورة وتصوير المشهد على أنه حرب بين الإسلام والثورة والإصلاح ولكن الأمر ليس كذلك.

عندما حدث انتصار أكتوبر كان هناك مشككون أيضًا، وعندما ستنتصر الثورة المصرية والنظام الحالي سيكون هناك مشككون أيضًا، لأن بضاعتهم هي التشكيك وهزيمة الشعب داخليًّا.

* هل تؤيد التحالفات بين قوى المعارضة الثورية وبين أحزاب محسوبة على النظام السابق؟
– الحزب الوطني  عقب ثورة 19 بشعبيته الضئيلة، سعى إلى تحالفات ولم يكن هذا عيبا، فالتحالفات لا بد منها، وكلٌ يمتلك من الحق شيئا ومن الباطل شيئا، وهذه سنة الكون، فالشيطان يملك من الوسائل الإغواء والإغراء والتهديد، ويملك الصواب في الكثير من الأحيان، ويملك قدرات خارقة، حيث إنه يستطيع أن يحول الشريف إلى فاسد، والصالح إلى طالح، لكن في نفس الوقت الانتصار هو الانتصار للمستقبل والفضيلة، وهذا ما يجب أن يكون في حسابات من يقوم بالتحالفات.

* العنف الدائر في الساحة المصرية الآن ما سببه؟
– لا أظنه عنفا دائرًا بل هو عنف مدور، يدور به صاحبه من مكان إلى مكان، ليثبت أن الوضع من عنف إلى عنف، والعنف إذا حللته بطريقة اجتماعية ستجده في المناطق التي بها شباب لم يخرج خارج بلده، فالشباب يسهل إقناعه بأن يأخذ إجراء ثوريًا ليعبر عن نفسه وحتى إن كان بواسطة العنف.

وينبغي أن تكون الرؤية الإسلامية واضحة، ولا تحاول التوفيق بين الكثير من الرؤى، ولم أجد في الساحة من يثبت على رأيه في الحق بحيث يجد الناس أن صاحبه يتشبث به على ثقة، ولكن لا بد أن يكون البنيان الفكري متماسكًا، حتى يفخر الإنسان بفكره وبنظامه فيعبر عنه بصراحة ويقين وحبّ وصدق، وهذه الرؤية تجذب احترام الناس.

فعندما يقال أنتم تمارسون "أخونة" الدولة، فالجواب يجب أن يكون نعم، كما قال سعد زغلول: لو استطعت أن أجعلها زغلولية سأفعل، ولو لم تكن ثقتك في فكرك ورؤيتك مائة بالمائة فلا تستحق أن تناضل من أجل تلك الرؤية، فالطالب الذي يدخل الامتحان ويثق بنجاحه بنسبة 90 بالمائة لا يستحق النجاح، ينبغي أن تكون ثقتك بنجاحك مائة بالمائة، لذلك أنا مؤمن بالنظام وبمرسي أقوى من إيمان النظام ومرسي بنفسه.

* ماذا ينقص المجتمع السياسي الآن؟
– المجتمع السياسي ينقصه الحرفية، لأن السياسة حرفة وأصول، ولنا في الشرع عظة في كتب الفقه الإسلامي، حيث هناك ما يسمى بالسياسية الشرعية، لا بد أن نمارس السياسة بحرفية، ولا بد من برنامج واضح وجاد.

فإذا رفعت راية العدالة ينبغي أن تسعى بصدق وبقوة نحو ما يكون من شأنه تحقيق العدالة، حتى لا يضطر المجتمع إلى سلوك مسالك غير شرعية من أجل الحصول على عدالته الاجتماعية.

وأقول لمن يرفع راية العدالة أن يسهل البدايات على من أراد النجاح، حتى يحقق الشباب مراده، لذلك يجب أن تكون واضحًا في فكرتك حتى تكون أكثر إقناعًا.

* ما رأيك في المواءمات السياسية التي تلجأ إليها الأنظمة في بعض الأحيان؟
– لا تستطيع أن تبني مواءمات دون أن يكون لك خط فكري مسبق، يجب أن تعمل على جمع المواءمات بعد تحديد الهوية، فهي خطوة ثانية بعد الهوية.

* هل لديك تصور لإيجاد حل لحالة الفوضى الأمنية الحالية؟
– الحل هو تغيير الإدارات المتعاملة مع البلطجة في جهاز الشرطة، ففي عام 1964 بعد اختفاء المهدي بن بركة السياسي المغربي الشهير وأشهر معارض اشتراكي، ولم يعلم سبب اختفائه، وقالوا إنه كان في فرنسا، وأثناء التعذيب تم دفنه، ولم يعرف سبب ذلك إلا بعد 40 سنة، ولكن الغريب أن «دي جول» رئيس فرنسا في ذلك الوقت علم بهذا الأمر فعاقب الجهاز الأمني في دولة فرنسا بكامله، وإلا لم تكن فرنسا ما صارت عليه الآن، ومنذ تلك اللحظة لم نسمع فضائح أمنية في فرنسا، -وضرب مثالا حيًّا على نفسه قائلا: عندما قمت بتغيير مناهج التربية والتعليم في اللغة العربية، لم تحدث مشكلات في الثانوية العامة، لأنني كنت أعلم ما يعانيه الطلبة وأولياء الأمور.

* بمناسبة اللغة العربية، هل تعريب العلوم مشكلة؟
– هذه هوية، يستحيل أن يحصل تقدم بدون توطين العلوم بلغتها، كل العالم وطّن العلوم بلغته، وأعظم الأطباء العرب الذين برعوا في الخارج درسوا الطب بالعربية، حتى يتم فهم العلم بشكل يسير.

* كيف ترى فكرة الإعلانات الدستورية للرئيس وإلغائها؟
– الإعلانات الدستورية هذه من أبرز الإنجازات السياسية التي قام بها رئيس مصر على الإطلاق، الإعلان الأول أنهى الحكم العسكري، والثاني أنهى العبث الإداري بالثورة، وسيظل هذا أبرز الإنجازات التي فعلها الرئيس، لقد دفع الدكتور مرسي ثمن تلك الإعلانات التي حمت الثورة، وضحى بنفسه كرئيس، وكاد الأمر أن يصل إلى ما تُخشى عقباه، لذلك أبرز إنجازاته هي الإعلانات الدستورية، وأنا أتخيل نفسي في مصر عام 2022 م وأنظر أن هذه الإعلانات هي التي ستبقى على مر العصور.

* هل توقعت أن يصل مرسي للرئاسة قبل الانتخابات؟
– نعم توقعت ذلك منذ عدة سنوات، عندما جاء الصحفيون الأمريكان إلى مصر وكانوا أيضا على علم بأن مرسي له مستقبل سياسي بارز، بحكم أنه كان يعمل جيدًا في الملف السياسي لدى الإخوان، وكان رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان في مجلس الشعب، كما أن الدكتور محمد مرسي رجل علم وأكاديمي بارع، وما يميز رجل العلم الأكاديمي فهمه لكل كبيرة وصغيره حوله وقدرته على اكتشاف الحقيقة والزيف، ويمتاز أيضًا بصبره على الأمور، والتغاضي عن بعض الصغائر في سبيل إنجاز الأمور الكبيرة، وأيضًا لديه القدرة على التحدي والإصرار.

لقد عملت مع الدكتور محمد مرسي في جامعة الزقازيق، وكانت جامعة الزقازيق لديها حريات أكثر، وقد علمنا فوائد هذه الحرية وتأثرنا بها، وكان لها تأثير كبير على شخصية الدكتور محمد مرسي.

وقد توقع أحد العلماء الذين أعتز بهم أن رئيس الجمهورية سيكون من بين مجموعتنا، وقد طلب مني أن أعاهده ألا أتخلى عنه إذا وصل إلى الحكم، وحدث وترشح الدكتور مرسي ودعمته وأنا على عهدي ألا أتخلى عنه أبدًا ما دام في الطريق الصحيح.

* كيف ترى الموقع الأمريكي في خريطة السياسة العالمية الآن؟
– الموقف الأمريكي نفسه منقسم داخليًّا وليس موحدًا، فهناك الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي، ورأي البنتاجون، ورأي المخابرات ورأي مؤسسة الرئاسة ورأي الخارجية، وأرى أن أمريكا ليست ضد الإسلاميين.

* هل لك مآخذ معينة على مؤسسة الرئاسة؟
– لا آخذ عليها شيئا سوى أنها تتعامل بطيبة مفرطة مع الأحداث، يجب أن تتخلى عن هذه الطيبة.

* هل ترى أن الرئيس يعمل وفق سياسات محكمة؟
– نعم هو له فلسفة شخصية وهيئة استشارية ومستويات معينة للتعامل مع الطوارئ التي تعترينا جميعًا.

*هل مصر مقبلة على الإفلاس؟
– ليس صحيحا بالمرة، ويكفي الأموال التي تصرف على الثورة المضادة فهي كفيلة بضخ الأموال في السوق المصرية.

* كلمة توجها للرئيس؟
– ربنا يعينه

* كلمة توجهها للأحزاب؟
– تعلموا سياسة أكثر.

* كلمة توجهها للمعارضة؟
– فكروا بجدية في مكانكم في الشارع، لم تعد الأحزاب موظفة عند صفوت الشريف ولكن عند الشعب.

* ما أهم عناصر القوة في الرئاسة؟
– الإيمان بالله، الصبر، الحلم، الهدوء، الموضوعية، الدأب، الإخلاص، الثقة بالشعب.

* كيف ترى أزمة النائب العام؟
– أزمة مفتعلة تكشف كم كان الإسلاميون الذين شاركوا في وضع الدستور متسامحين في وضعه، بحيث جعلوا النائب العام بعيدًا عن الرئاسة، لأنه في كل دول العالم لا يكون بعيدًا عن المؤسسة الرئاسية، حتى في أمريكا النائب العام هو وزير العدل نفسه.

* كلمة توجهها للشعب المصري؟
– أبشروا.

شارك هذا المحتوى مع أصدقائك عبر :
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حماس على طريق النصر

لما ظهرت حركة حماس إلى الوجود دارت مناقشات متعددة حول جدواها ومستقبلها، ...

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com