بقلم الكاتب الكبير أنيس منصور:
د.محمد الجوادي حرفته الطب,وهوايته الكتابه,ومتعته القراءة ولعبته التاريخ.وهو مشغول بالقارئ,وليس مشغولا بنفسه فيقول لنا من هو وكيف بدأ وما هي الكتب التي الفها
معتمدا علي سلاحين:الصبر والمواجهة.فهو قارئ شديد العطش, وكاتب قادر علي سباحة المسافات الطويلة, والغوص والتصدي لأعقد القضايا بجسارة رجال المطافئ وخبراء المتفجرات.
ود.محمد الجوادي لديه كل أدوات المؤرخ المحترف:الاستيعاب والتحليل والاتجاه المباشر الي شيئين:قلب الموضوع وعين القارئ.وكتابه الجديد الصادر عن دار الخيال في447 صفحة اسمه:مذكرات رجال الدبلوماسية من أجل السلام..ويقول د.الجوادي حزينا علي حالنا:نحن أمة تعيش لتبدد ما لديها من فرص ومن مقومات للوجود.فما أكثر الفرص الضائعة التي اهدرناها, وكم من الحقوق رفضنا التفاوض بشأنها, حتي جاء الوقت الذي فرض علينا أن نرضي من حقوقنا باقل القليل. وهذه العبارة التي انتهي اليها بعد سبع سنوات من القراءة المتأنية ليست الا لحنا جنائزيا لهذه الدراسه الشاملة لمذكرات عصمت عبد المجيد ومحمود رياض ومحمد ابراهيم كامل وحسين ذو الفقارصبري وعبد الوهاب العشماوي وجمال بركات.
ويقول د.الجوادي أن هؤلاء الدبلوماسيين لم يكونوا دبلوماسيين وإنما غلبت عليهم حرفتهم السابقة.فلا يزال عصمت عبد المجيد محاميا,ومحمود رياض عسكريا,ومحمد ابراهيم كامل وطنيا ساخنا, وحسين ذو الفقار صبري شديد الحزن علي نكسة1967, وابراهيم عشماوي يجاهر بما لم يكن أحد يجرؤعلي أن يهمس به أيام عبد الناصر.وجمال بركات وان كان أقلهم حرارة فمذكراته حافلة بالحماس بغير خوف.
ولم يكتف د.الجوادي بفهرسةالمذكرات بل لخصها وعرضها وقارنها وكأنه سمكة تقفز من بحيرة إلي نهر إلي حوض سباحة.تماما كما فعل قبل ذلك في مذكرات رجال المخابرات والمباحث ومذكرات وزراء الثورة.
وغدا في مذكرات أساتذة الجامعة وأصحاب المذاهب السياسة الذين حكموا مصر في عهد الثورة.
وهذه السطور ليست عرضا أو نقدا لما جاء في هذا الكتاب الممتع,وانما هي اشارة اليهوإلي المؤلف الذي تمرس تماما علي تخطي الحواجز والقفز من فوقها في رشاقة.إنني أدعوك إلي قراءاته وانتظار ما سوف يصدر له من كتب بعد ذلك.
نشر في جريدة الأهرام في عمود "مواقف" للكاتب أنيس منصور ،بتاريخ : ١٩٩٩/١٢/١٣
الرابط :http://lialyelkahera.com/vb/showthread.php?t=46315&page=46
ابو التاريخ و ابو العلوم حفظك الله و شفاك
ويبقى كل ما قيل و سيقال قليل في حق د.الجوادي كأكبر المراجع العربية والدولية في القضايا السياسية والدراسات المستقبلية و الأحداث المتوقعة في الساحة العربية
اول مرة احترم انيس منصور