تاريخ النشر : ٢٠١١/٨/٨
في غمرة حلب بقرة التوريث, تفتق ذهن أحد الأغبياء عن مشروع زيارات دعائية تحت شعار “التقرب من فقراء أكثر القرى فقرا”
وكانت هذه الزيارات بالطبع مثار سخط هؤلاء وعجبهم وكراهيتهم للنظام التوريثي الذي يمارس فيهم هذه الإهانات.
كنت أعجب من هذا الغباء منقطع النظير وأقول: هل معنى هذا أن الدوري سيستغرق عاما واحدا ينشأ عنه وقوع ألف قرية في القاع, وينتهي الأمر عند هذا الحد؟ أم أن الارتقاء الدرامي لهذه القرى عقب زيارة الوريث الميمونة سيرفعها من قاع الدوري ومن ثم يحل غيرها محلها؟
وكنت أسأل أيضا: هل معنى أن الزيارة تتم بمعدل زيارة في الشهر, على أكثر تقدير, أما أن هذا المشروع الوهمي يحتاج 73 عاما على الأقل؟
وأكرر السؤال عن نقطة تمركز الوريث و مساعديه في القرية؟ وهل تكون هي بيت العمدة؟ مما يرفع من قدر قيادات موالية؟ أم انه سرادق فخم ومكلف يهدم عقب خروج الوريث بدقيقة واحدة؟
وعلى هذا النحو كنت أتحدث مع كثيرين من الذين هللوا لهذه الزيارات, ولهذه الفكرة العقيمة, لكنهم والحق يقال كانوا يستوعبونني ويطمأنونني بأن هذه الفكرة مرحلية, وكنت أعجب من قابلية مجموعة طامعة في الحكم فكرة المرحلية التي هي كفيلة بنسف المشروعية.
لكني في إحدى المرات حذرت من ان يؤدي هذا الأسلوب إلى كارثة صحية على مستوى واسع, ذلك أني لاحظت صورة الوريث و هو يتناول وجبة كنتاكي ظهرت ملامحها في الصورة الصحفية, و سألت فعرفت أن الحملة تصطحب طعامها في صناديق كرتونية, وكان رد فعلي عنيفا إذ تنبأت بالكارثة نتيجة معرفتي الطيبة بملابسات التعبئة والنقل والتخزين و التوزيع…إلخ.
وكالعادة أخد تعقيبي ببلاهة, لكن الزيارات التالية شهدت حادث التسمم الذي أشارت إليه الصحف على إستحياء, واستحضر بعض من سمعوا كلامي ما قلته, وتطور الأمر بعد دراسة إلى العدول عن توزيع الكنتاكي, وهكذا بقي الكنتاكي ليوزع ـ بصورة وهمية أو دعائية ـ على ثوار التحرير
للعودة إلى بداية المقال إضغط هنا